((ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل لله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون))[/align]

السلام عليك يا طفل الحسين المقتول عطشاً ، السلام عليك أيا عبرة كل مؤمن ومؤمنة ، السلام عليك يا من قتلت من الوريد إلى الوريد ، السلام عليك أيها الشهيد المخضب بدماء الشهادة عليكم مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار .

حتى من نعمة الماء منعوك أيها الطفل الرضيع ، ومن حق الحياة حرموك ،وبسهم الغدر قتلوك .

لقد خرجت روحك الطاهرة بين يدي الحسين، وهي تشتكي إلى الله تعالى من مرارة الظلم، حتى تركت في قلوب الأئمة الأطهار، وشيعتهم الأبرار، حزناً ولوعة عليك لا تفتر إلى يوم القيامة .

ولقد رفع الإمام زين العابدين يديه ودعى بحرقة على حرملة فقال :

" اللهم أذقه حر الحديد اللهم أذقه حر النار " .

أنظروا إلى عظم المأساة على قلوب الأئمة أيها الأخوة .

قال شاعر أهل البيت الكميت " دخلت على أبي عبدالله الصادق (ع) يوم عاشوراء فأنشدته قصيدة في جده الحسين (ع) فبكى وبكى الحاضرون وكان قد ضرب ستراً في المجلس وأجلس خلفه الفاطميات فبينما أنا أنشد والإمام يبكي إذ خرجت جارية من وراء الستار وعلى يدها طفل رضيع مقمط حتى وضعته في حجر الإمام الصادق (ع) فلما نظر الإمام إلى ذلك الطفل اشتد بكاؤه وعلا نحيبه ، وما يقصد من ذلك العمل إلى تمثيل طفل الحسين (ع) الذي ذبح على صدر أبيه بسهم من حرملة بن كاهل الأسدي في يوم العاشر من المحرم وهو عبدالله الرضيع ".


ولنذكر أيها الأخوة هذا المصاب العظيم وبشيء من التفصيل :

يقول صاحب ( معالي السبطين ) في الطفل الرضيع :
أحد أبناء الإمام الحسين وكان رضيعاً يتلوى من العطش ، أخذه أبوه وتوجه نحو القوم وقال : يا قوم قتلتم أخي وأولادي وأنصاري وما بقي غير هذا الطفل وهو يتلظى عطشاً ، فإن لم ترحموني فارحموا هذا الطفل ، فبينما هو يخاطبهم إذ أتاه سهم من قوس حرملة بن كاهل الأسدي فذبح الطفل من الوريد إلى الوريد ، فجعل الحسين يتلقى حتى امتلأ كفه ورمى به إلى السماء ( معالي السبطين 1 :423).


قال أبو جعفر الباقر عليه السلام : فلم يسقط منه قطرة .


وهنا يقول المفيد :
((وصبه دمه على الأرض صبا ))

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

فنظر الحسين إلى ولده ، وهو مخضب بدماء الشهادة ، (كالطير المذبوح ) فقال بكل حزن وحرقة وألم :
اللهم أنت الشاهد على قوم قتلوا أشبه الناس برسولك محمد

وسمع عليه السلام قائلاً يقول : دعه يا حسين فإن له مرضعاً في الجنة .



وفيه يقول الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف :
السلام على عبدالله الرضيع ، المرمي الصريع ، المشحط دماً ، والمصعد بدمه إلى السماء ، المذبوح بالسهم في حجر أبيه ، لعن الله راميه حرملة بن كاهل الأسدي وذويه .

وجاء في إحدى زيارات عاشوراء :" وعلى ولدك علي الصغر الذي فجعت به ".

فالسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين