شكرا اخي أبو لؤي واخي مهتدي لمروركما وتعقيبكما واليكم ولجميع مرتادي هذا المنتدى :
(العرب اللاجئون)
عبدالوهاب البياتي
يا مَنْ رأى أحفاد عدنانٍ على خشب الصليب مُسّمرينْ
النمل يأكل لحمهمْ
وطيور جارحة السنين.
يا مَنْ رآهم يشحذون
يا من رآهم يذرعون
ليلَ المنافي في محطات القطار بلا عيون
يبكون تحت القُبعاتِ ،
ويذبلونَ ،
ويهرمونْ
يا مَنْ رأى "يافا" بإعلانٍ صغيرٍ في بلاد الآخرينِ
يافا على صندوق ليمون معفرة الجبين
(2)
يا مَن يدق البابَ ،
نحن اللاجئين
مُتنا
وما "يافا" سوى إعلان ليمونٍ ،
فلا تُقلق عظام الميتين
(3)
"الآخرون هُمُ الجحيم"
"الآخرون هم الجحيم"
(4)
باعوا صلاح الدينِ ،
باعوا درعه وحصانه ،
باعوا قبور اللاجئين
(5)
من يشتري - الله يرحمكم
ويرحم أجمعين
آباءكم، يا محسنون –
اللاجئَ العربي والانسان والحرف المبين
برغيف خبزٍ
إن أعراقي تجف وتضحكون
السندباد أنا
كنوزي في قلوب صغاركم
السندباد بزي شحاذٍ حزين
اللاجئُ العربي شحاذ على أبوابكم
عارٍ طعين
النمل يأكل لحمه ،
وطيور جارحة السنين
من يشتري يا محسنون
(6)
"الآخرون هم الجحيم"
"الآخرون هم الجحيم"
(7)
العار للجبناءِ ،
للمتفرجينْ
العار للخطباء من شرفاتهم ،
للزاعمين ...
للخادعين شعوبهم
للبائعين
فكلوا ، فهذا آخر الأعياد، لحمي
واشربوا ، يا خائنون
---------------------------------------------------------------
بغداد في الليل
الدكتور الشيخ مصطفى جمال الدين
حَدَّثي بَغدادُ عن ذِكرى هَوانا
كُلما ضَمتْ شواطيكِ الحِسانا
حَدثيهنَّ وقـُولي: إنهــا
ليلة ٌ حَمراءُ.. فاضَتْ أرجُوانا
حَدثي فالحُبٌ أشهى ما يَرى
أن تقولي: ههنا كانتْ.. وكانا
ههنا (نجدٌ) أفاقتْ من كرى
ليلةٍ, طالتْ على الحُبًّ زمانا
أطبقتْ أجفانها في ساعة
أطبقَ التُربُ على (قيسٍ) مُهانا
وأفاقتْ بـَعــدَ ألفٍ فإذا
بالثرى يَعبَقُ حُباً وحَنانــا
وإذا (قيسُ وليـلى) نِبتَة
تُثمِرُ الحبَّ الذي تَجني يَدانا
حَدَّثي بغدادُ عن ليلِي إذا
ضاقَ بالغيدِ (النُوَاسيٌ) مَكانا
وإذا ألهبَ أهلِيــهِ الهوى
فآستحال السَمرُ الحُلوُ دُخانا
وإذا مَرتْ عليهم ساعــةً
يَعجَزُ الحبَّ بها عن أنْ يُصانا
ويَحارُ الصَمْتُ:هل رنـَّت به
قـُبلة ٌ؟!.. هل غَدَرَ الحبُّ فخانا؟!
ليلة ٌ خيرٌ من (الالفِ) التي
أغـْفَلتْ عن (شهرزادَ ) السيفَ آنا
لم يكُ (المهديٌ ) من فِتيانها
غَيرَ صَبَّ يترضى (الخيْزُرانا)
و (ابنُ هاني) سَادرٌ في غِيدِها
لم تكن بُغيتـُهُ إلا (جِنانا)
كم بها من أذنٍ أسعَدهــا
أنْ وَعَدتْ نجوى الحبيبين ِ بيانا
وثغورٍ ذهَلتْ عن نفسِــها
وكراسيٌ-بلا قَصدٍ- تدانـى
وفتاةٍ رَعشتْ من غيْــرَةٍ
شفتاها.. إذ تلاقتْ شَفتــانا
==============================
نازك
الملائكة
أغنية
حب
للكلمات
فيمَ نخشَى الكلماتْ
وهي أحيانًا أكُُفٌّ من ورودِ
بارداتِ العِطْرِ مرّتْ عذْبةً فوق خدودِ
وهي أحيانًا كؤوسٌ من رحيقٍ مُنْعِشِ
رشَفَتْها, ذاتَ صيفٍ, شَفةٌ في عَطَشِ?
فيم نخشى الكلماتْ?
إنّ منها كلماتٍ هي أجراسٌ خفيّهْ
رَجعُها يُعلِن من أعمارنا المنفعلاتْ
فترةً مسحورةَ الفجرِ سخيّهْ
قَطَرَتْ حسّا وحبًّا وحياةْ
فلماذا نحنُ نخشى الكلماتْ?
نحنُ لُذْنا بالسكونِ
وصمتنا, لم نشأ أن تكشف السرَّ الشِّفاهُ
وحَسِبنا أنّ في الألفاظ غولاً لا نراهُ
قابعًا تُخْبئُهُ الأحرُفُ عن سَمْع القرونِ
نحنُ كبّلنا الحروف الظامئهْ
لم نَدَعْها تفرشُ الليلَ لنا
مِسْندًا يقطُرُ موسيقَى وعِطْرًا ومُنَى
وكؤوسًا دافئهْ
فيم نخشى الكلماتْ?
إنها بابُ هَوًى خلفيّةٌ ينْفُذُ منها
غَدُنا المُبهَمُ فلنرفعْ ستارَ الصمتِ عنها
إنها نافذةٌ ضوئيّةٌ منها يُطِلّ
ما كتمناهُ وغلّفناهُ في أعماقنا
مِن أمانينا ومن أشواقنا
فمتى يكتشفُ الصمتُ المملُّ
أنّنا عُدْنا نُحبّ الكلماتْ?
ولماذا نحن نخشَى الكلماتْ
الصديقاتِ التي تأتي إلينا
من مَدَى أعماقنا دافئةَ الأحرُفِ ثَرّهْ?
إنها تَفجؤنا, في غَفْلةٍ من شفتينا
وتغنّينا فتنثالُ علينا ألفُ فكرهْ
من حياةٍ خِصْبة الآفاقِ نَضْرهْ
رَقَدَتْ فينا ولم تَدْرِ الحياةْ
وغدًا تُلْقي بها بين يدينا
الصديقاتُ الحريصاتُ علينا, الكلماتْ
فلماذا لا نحبّ الكلماتْ?
فيمَ نخشى الكلماتْ?
إنّ منها كلماتٍ مُخْمليات العُذوبَهْ
قَبَسَتْ أحرفُها دِفْءَ المُنى من شَفَتين
إنّ منها أُخَرًا جَذْلى طَروبهْ
عَبرَت ورديّةَ الأفراح سَكْرى المُقْلتين
كَلِماتٌ شاعريّاتٌ, طريّهْ
أقبلتْ تلمُسُ خَدّينا, حروفُ
نامَ في أصدائها لونٌ غنيّ وحفيفُ
وحماساتٌ وأشواقٌ خفيّهْ
فيمَ نخشى الكلماتْ?
إن تكنْ أشواكها بالأمسِ يومًا جرَحتْنا
فلقد لفّتْ ذراعَيْها على أعناقنا
وأراقتْ عِطْرَها الحُلوَ على أشواقنا
إن تكن أحرفُها قد وَخَزَتْنا
وَلَوَتْ أعناقَها عنّا ولم تَعْطِفْ علينا
فلكم أبقت وعودًا في يَدَينا
وغدًا تغمُرُنا عِطْرًا ووردًا وحياةْ
آهِ فاملأ كأسَتيْنا كلِماتْ
في غدٍ نبني لنا عُشّ رؤًى من كلماتْ
سامقًا يعترش اللبلابُ في أحرُفِهِ
سنُذيبُ الشِّعْرَ في زُخْرُفِهِ
وسنَرْوي زهرَهُ بالكلماتْ
وسنَبْني شُرْفةً للعطْرِ والوردِ الخجولِ
ولها أعمدةٌ من كلماتْ
وممرًّا باردًا يسْبَحُ في ظلٍّ ظليلِ
حَرَسَتْهُ الكلماتْ
عُمْرُنا نحنُ نذرناهُ صلاةْ