2009-03-05 rasid.net
صرخة الطفل الرضيع (ع) .. ختم للرسالة الحسينية
الحمد لله والصلاة والسلام على خير الأنام أبي القاسم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين ..
"وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون".
على بركة الله نفتتح موقع باب الحوائج الشهيد عبد الله الرضيع (عليه السلام) في حلته الجديدة . هذا الموقع المبارك الذي يوثق أعظم صرخة شهدها التاريخ الإنساني والإسلامي .. صرخة زلزلت كيان العابثين ، ومزقت ظلمة السنين على مر العصور .. صرخة علمت الدنيا كيف يكون الإنسان مظلوما فينتصر كما قالها الزعيم الهندي "غاندي":( تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر) ، نعم إنها صرخة الإمام الحسين (عليه السلام) سبط رسول الله نبينا الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم عاشورء وهي ثورة على الظلم والإستكبار والطغيان، وهي رسالة لجميع شعوب العالم عامة وللأمة الإسلامية خاصة أن تتحدى العدوان وتتحدى الظلم والجور ، لأن المظلوم إذا (إستكان) بظلمه فقد أعان الظالم على ظلمه. هذه هي فلسفة ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) الذي رسم بدمه الطاهر لوحة ربانية ترتفع فيها المآذن ويرتفع فيها صوت الأذان ، وتتفجر فيها خلايا الروح عشقا للشهادة وعشقا للحرية .. وهكذا كانت واقعة الطف منعطفا هاما في التاريخ الإسلامي والفكري والسياسي ، ومنعطفا هاما في البحث الجمالي !! فالجمال لا يعني أبدا بريق المادة وزخرف الدنيا بل يعني جمال الروح السابحة في الأنوار الربانية اللامتناهية ، ونعتقد أن الصورة رسمها باب الحوائج علي الأصغر (الطفل الرضيع ) إبن الإمام الحسين ذو الستة أشهر فقط الذي رسم بدمه لوحة الطفولة المذبوحة وضح النهار و البراءة المذبوحة بخنجر القبح ، فعبد الله الرضيع كان يمثل فيها الجمال كله ، والخارجين على الإسلام من أتباع بني أمية الذين كانوا يمثلون القبح كله والظلام كله .. كما قال الشاعر عباس فتوني: محق الظلام وقرت الأبصار وتبرجت في أفقنا الأنوار وهكذا يكون الدم هو الطريق السالك للحرية والجمال ، وتكون الشهادة أعلى مراحل العطاء .. لهذا كانت صرخة الطفل الرضيع (ع) في واقعة الطف بمثابة ختم أو مهر لرسالة أبيه سيد الشهداء عليه السلام .. هذه الصرخة التي ستبقى مدوية حتى ظهور الإمام الحجة المهدي القائم (عجل الله تعالى فرجه الشريف) الذي سيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، وهكذا سيكون حق الطفولة هو أول الحقوق التي سيطالب بها ولي الله الأعظم لأن الطفولة هي الصفحة البيضاء التي يكتب فيها شعار الحب والسلام ، وعلي الأصغر (ع) هو رمز الطفولة والبراءة والجمال وهو الصفحة البيضاء التي رسم عليها زهرة آل محمد (ص). ونحن من خلال هذا الموقع اللهي ندعو جميع شرفاء العالم وأطفال العالم للتزود بنورانية الطفل الرضيع (ع) المستمد من نورانية الله سبحانه وتعالى ، لأن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) هم أنوار الله المحدقين بعرشه وأنواره في الأرض والسماء ، وهم صوت الله الذي يخاطب به العقول.