دعه ياحسين فإن له مرضعا في الجنة
عبد الله الرضيع في يوم عاشوراء
لما اصبح الصباح وهو يوم عاشوراء جائت الحواء زينب الى اخيها عليهما السلام
تحمل عبد الله الرضيع فدفعته إلى الحسين عليه السلام وهي باكية وقالت له : أخي خذ طفلك هذا واطلب له قليلاً من الماء فأخذه الحسين عليه السلام وقد غارت عيناه من شدة العطش حتى جاء به نحو جيش الملاعين .
فدعى الأقوام يالله للخطب الفظيع نبؤني أأنا المذنب أم الرضيع
لاحضو فعليه شبه الهادي الشفيع لايكن شافعكم خصماً لكم في النشأتين
إختلف العسكر فيما بينهم منهم من لعن عمربن سعد , ومنهم من قال إذا كان ذنب للكبار فما ذنب هذا الطفل , فلمّا رأى سعد اختلاف العسكر صاح بحرملة بن كاهل : ويلك حرمله إقطع نزاع القوم , قال : ماأصنع ؟ قال : ارم الطفل بسهم , قل حرملة : فوضعت سهماً في كبد القوس وتأملت أين أرمي الطّفل فرأيت رقبته تلمع على عضد أبيه الحسين عليه السلام
فرميت الطفل بسهمي وذبحته من الوريد إلى الوريد . اللهم العن حرمله دنيا وآخرة
فلما أحسّ الطفل بحرارة السهم أخرج يديه من القماط واعتنق اباه الحسين عليه السلام وجعل يرفرف كالطير المذبوح
ُثم ملأ الحسين عليه السلام كفّه من دمه ورمى به الى السّماء وقال اللهمّ لايكون أهون عليك من فصيل ناقة صالح , ويروى أنه قال : يارب ّ إن كنت حبست عنّا النصر من السماء فاجعل ذلك لما خير منه وانتقم لنا من هؤلاء الظّالمين ,
فنودي دعه ياحسين فإن له مرضعا في الجنة .
وري عن الباقر عليه السلام انه قال : لم يقع من ذلك الدمّ إلى الأرض قطرة واحدة .
اللهم العن قاتلين الحسين وأولاد الحسين والطفل الرضيع وأبا الفضل العباس وأصحاب الحسين
وكل ّرضيع يتغذى درّ أمُه ويرضع من ألبانها ثم ّيفطم
سوى ان عبد الله كان رضاعه دماء وغذته عن الدّر أسهم
تبسم لما جاء سهم حتفه وكل رضيع للحلوبة يبسم
تخيله ماءً ليروي غليله ففاض عليه الغمر لكنّه دم
رد مع اقتباس
