بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لا يخفى على الجميع أن أرض قرية المطيرفي كانت في وقت مضى شهيرة بوفرة منسوب مياهها الجوفية .. لدرجة أن العيون تمتلك على مستوى شخصي داخل المنازل و في النخيل التي اشتهرت عالميا بجودة محصولاتها من التمور بانواعها و الفواكه و الخضروات و الأرز ..
كذلك فأرض المطيرفي ضمت العديد من الصور التي تجسد عراقتها و أصالتها و من هذه الصور عيونها الغنية التي تعطي بلا حدود و تجود بلا حساب و توصل خيرها للقريب و البعيد من أهلها و زوارها من شتى المناطق و القرى ..
أرض المطيرفي التي عرف أهلها طريق الماء منها و إليها .. قوية لدرجة أنها تخصص المشرب و المسبح و كل ما يتطلبه الوقت من حاجة للماء في حين أن غيرها يلهث وراء قطرة الماء المنقولة عبر أنابيب التحلية أو مصالح المياه الحكومية .. ليدفع مقابلها الأموال الطائلة ناهيك عن المشاكل المترتبة على الانقطاعات و ضعف الدفع ..
أرض المطيرفي اشتهرت بعيون كثيرة منها الصغير و منها الكبير و من أهم عيونها الكبيرة عين ( الحوار ) و عين أم زنبور و اللتين تعتبران الأكبر و الأعظم في عطائهما و اللتان تقارنان بعيون كبيرة في أرض الأحساء بل تتفوق عليها في قوة عطائها و استساغة الشرب منها .. كما أن هناك عيون صغيرة ربما يعرفها البعض و ربما نسي أمرها الكثير و منها عين بو ناصر و عين الجديدة و حقيجة و عين أم عظم و عين لشة و عين واصل و وكرة ضيف و عين الحويمة ..
و اليوم دعونا نلقي نظرة على الماضي كذكرى و نتجرع الحاضر كواقع مرير تمر به هذه الأرض التي طالما أعطت و لم تطلب المقابل و طالما جادت و لم تبخل و لم يستعفف طالبها بل أخذ المزيد و لا يزال يطلب ..
الماء هو الثروة الحقيقية التي جعل من هذه الأرض الخضراء جنة من جنان الأرض بنخيلها و خضرة أرضها و خصوبة تربتها الطينية المتميزة باحتضان الشجر المثمر و الغصن الرطب اليانع ..
اليوم نراها و قد أجدبت و لعب بها القدر لعبته التي جعلت منها جسدا خاويا نهشته الأيام و خربته الأزمان ..
ترى مالسبب ؟ هل أن الأرض عجزت عن تقديم ما كانت تقدمه بسخاء ؟ أم أنها سخطت جحود طالبها و عدم اهتمامه بها ؟
مالسبب وراء هذا الجدب ؟ هل كما يقال بأن آبار النفط أثرت بدورها على مستوى المياه الجوفية ؟ أم أن الدراسات تحققت من أن الطبقة الجيرية المتهشمة قد سربت المياه لمنحى آخر ؟ أم أن السدود لها تأثيرها السلبي على جفاف أرضنا التي تنحدر نحو التشقق و السماح لعلماء الأرض بافتراض وجود اهتزازات أرضية مستقبلية جراء التصدعات القشرية للأدمة الأرضية ؟
لنتوقف قليلا و ننظر .. هل افتقارنا للماء في هذا الوقت و سكوتنا على هذا الأمر جهل منا أم لا مبالاة أم أنها أصبحت كروتين أعمالنا و تذمرنا يخفف ما نعانيه من مشاكلنا ؟؟
عندما أتوقف أمام خزان تعبئة المياه الصغير الذي يدور في أرجاء القرية حاملا الماء لكل بيت أضحك تارة و أكتئب تارة أخرى .. أما الأولى فلوصول الماء لمن يحتاجه و أما الثانية فلحالنا الذي لم يأتِ من يصححه أو حتى يتحدث عنه ..
بووحيد