بسم الله الرحمن الرحيم



اللهم صل على محمد وآل محمد

لقد اعتاد البعض في الاعوام الاخيرة السابقة قبل او مع هلال المحرم تبادل التهاني والتبريكات بالعام الهجري الجديد، إما عن طريق الإيمل او من خلال رسائل الجوال القصيرة. ولم تكن هذه العادة عندنا نحن الشيعة ولا اعلم من اين انتقلت الينا. وللاسف فلقد حظيت بقبول الكثير اما لجهل البعض او لغفلة البعض الآخر متناسين ان هلال المحرم هو هلال حزن وكأبة على اهل البيت عليهم السلام:
ولقد روي عن الإمام الصادق (ع) : أنه إذا هل هلال عاشوراء اشتد حزنه وعظم بكاؤه على مصاب جده الحسين (ع) فإذ فرغوا من البكاء يقول لهم : أيها الناس اعلموا أن الحسين حي عند ربه يرزق من حيث يشاء وهو (ع) دائماً ينظر إلى موضع عسكره ومصرعه ومن حلّ فيه من الشهداء وينظر إلى زواره والباكين عليه والمقيمين العزاء عليه وهو أعرف بهم وبأسمائهم وأسماء آبائهم وبدرجاتهم ومنازلهم في الجنة وإنه ليرى من يبكي عليه فيستغفر له ويسأل جده وأباه وأمه وأخاه أن يستغفروا للباكين على مصابه والمقيمين عزاءه ويقول :
لو يعلم زائري والباكي عليّ ما له من الأجر عند الله تعالى لكان فرحه أكثر من جزعه وإن زائري والباكي عليّ لينقلب إلى أهله مسروراً وما يقوم من مجلسه إلا وما عليه ذنب وصار كيوم ولدته أمه .

كيف بنا اعزائي والحسين عليه السلام ينظر الينا نتبادل التهاني والتبريكات . السنا نخاطبه في زيارة عاشوراء (( بِأبِي أنْتَ وَاُمِّي لَقَدْ عَظُمَ مُصابِي بِكَ ، فَأسْالُ اللهَ الّذِي أكْرَمَ مَقامَكَ ، وَأكْرَمَنِي بِكَ ، أنْ يَرْزُقَني طَلَبَ ثارِكَ مَعَ إمام مَنْصُور مِنْ أهْلِ بَيْتِ مُحَمَّد صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ. اللهمّ اجْعَلْني عِنْدَكَ وَجِيهاً بِالحُسَيْنِ عَلَيهِ السَّلام فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ مِنَ المقَرّبينْ . ))


إذاً :

أومـــــا تنظر عاشوراء هلا مأتم الحزن ودع شربا وأكلا ما انتظار الدمع هلا يستهلاهل عاشور فقــــــــم جدد به


وكان الامام الرضا (ع) يجلس للعزاء في العشرة الاولى من شهر المحرم ولا يرى ضاحكا قط ، كما كانت مظاهر الحزن والاسف تستولي على الائمة الاطهار وأصحابهم وتبدو ظاهرة في بيوتهم ومجالسهم ويقولون لمن يحضر مجالسهم من الخاصة والعامة : قولوا متى ما ذكرتم الحسن وأصحابه : يا ليتنا كنا معك فنفوز فوزاً عظيماً

اي والله يا ليتنا كنا معكم سادتي فنفوز فوزاً عظيما

ونادى منادي الخير للصلواتوبالليل أبكيهـم وبالغـدوات سأبكيهم ما در في الأرض شارقوما طلعت شمس وحان غروبهـا


وعن الإمام الصادق (ع) أنه قال : رحم الله شيعتنا شاركونا في المصيبة بطول الحزن والحسرة على مصاب الحسين (ع) .
وعنه (ع) أنه قال : من بكى أو أبكى فينا مائة فله الجنة ، ومن بكى أو أبكى خمسين فله الجنة ، ومن بكى أو أبكى ثلاثين فله الجنة ، ومن بكى أو أبكى عشرة فله الجنة ، ومن بكى أو أبكى واحداً فله الجنة ، ومن تباكى فله الجنة ، ومن لم يستطع أن يبكي فليقشعر جلده من الحزن .
وروي عن الإمام الباقر (ع) أنه قال : أيما مؤمن ذرفت عيناه على مصاب الحسين (ع) حتى تسيل على خده بوأه الله في الجنة غرفاً يسكنها أحقاباً ، وأيما مؤمن مسه أذى فينا صرف الله عن وجهه الأذى يوم القيامة وآمنه من سخط النار .
وروي أنه لما أخبر النبي (ص) ابنته فاطمة بقتل ولدها وما يجري عليه من المحن ، بكت فاطمة (ع) بكاءً شديداً وقالت : يا أبتي متى يكون ذلك ؟ قال : في زمان خال مني ومنك ومن علي ، فاشتد بكاؤها وقالت : يا أبة فمن يبكي عليه ؟ ومن يلتزم بإقامة العزاء له ؟ فقال النبي (ع) : يا فاطمة إن نساء أمتي يبكون على نساء أهل بيتي ورجلهم يبكون على رجال أهل بيتي ، ويجددون العزاء جيلاً بعد جيل في كل سنة ، فإذا كان يوم القيامة تشفعين أنت للنساء وأنا أشفع للرجال ، وكل من بكى منهم على مصاب الحسين أخذنا بيده وأدخلناه الجنة ، يا فاطمة كل عين باكية يوم القيامة إلا عين بكت على مصاب الحسين فإنها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنة .
مر علي (ع) بكربلاء عند مسيره إلى صفين وحاذى نينوى – قرية على الفرات – فبكى حتى بل الأرض بدموعه ، ثم قال : دخلت على رسول الله (ص) وهو يبكي فقلت ما يبكيك قال كان عندي جبرئيل آنفاً وأخبرني أن ولدي الحسين يقتل بشاطئ الفرات بموضع يقال له كربلاء ، ثم قبض قبضة من تراب أشمني إياه ، فلم أملك عيني أن فاضتا .
وفي الصواعق المحرقة : أن أم سلمة رأت النبي (ص) في ]المنام[ باكياً وبرأسه ولحيته التراب فسألته فقال : قتل ولدي الحسين آنفاً .


وقال السيد الرضي :
لقعد اليـوم عليـه للعـزاوهم مـا بين قتـلا وسبـاللحشى شجواً وللعين قـذا لو أن رسول الله يحيى بعده يا رسول الله لو عاينتهـم لرأت عيناك منهم منظـراً
فهنيئاً لعين بكت على مصاب الحسين وهنيئاً لقلب تبرأ من أولئك النواصب الذين قتلوا الرجال وذبحوا الأطفال ونهبوا الأموال وكانوا سبباً لكل ما تعانيه الإنسانية من مشاكل إلى يوم القيامة .
(( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )) .
أعزائي: ابعث لكم هذه الرسالة وفي هذا الوقت بالذات لأذكركم ونفسي بقرب هلال المحرم. والذي اتمناه من الجميع ان نلتزم وان نعطي هذه الشعيرة حقها . وفي الختام ارجو منكم المسامحةاذاكان هناك خطئ املائي و على الاطالة واسألكم الدعاء.